الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة هؤلاء مَحرومون من تعزيز المنتخب، والسؤال موجّه لِـ المنذر الكبيّر حتى نعرف السبب ويبطل العجب!

نشر في  18 مارس 2021  (17:32)

أفصحَ الناخب الوطني، المنذر الكبيّر، عن قائمة تضمّ 31 لاعباً يُمثّلون راية الفريق الوطني، استعداداً لملاقاة المنتخب اللّيبي وغينيا الاستوائيّة يوميْ 25 و28 مارس من الشهر الجاري، لحساب الجولتين الخامسة والسادسة من تصفيات كأس افريقيا للأمم، المزمع إقامة منافساتها في الكاميرون موفّي هذا العام.

ووجّه الإطار الفنّي الدعوة لأهمّ ركائز المنتخب وعناصرهِ البارزة، غالبيّتهم يَنشطون خارج حدود البلاد، على غرار وهبي الخزري ويوسف المساكني وإلياس السخيري ونعيم السليتي، فيما شهدت المجموعة انضمام سيباستيان تونكتي، الذي يلعب لفائدة نادي بودو غليمت بطل الدوري النرويجي، والأخير البالغ من العمر 19 ربيعاً يشغل خطّة مهاجم، حيث أدار إليه الأعناق في النرويج نظير ما أظهرتهُ قدميه من مؤهّلات فنيّة طيّبة للغاية، جعلت جامعتنا التونسيّة تتّصل به لإقناعه بتعزيز صفوف "نسور قرطاج".

وقد تُثير قائمة الكبيّر سيلاً من الانتقادات ونقاط الاستفهام الكُبرى، بخصوص الخيارات المطروحة، تزامناً مع تألّق عدد من اللّاعبين واستقرار مَردودهم، لاسيّما أولئك الناشطين مع فرقهم في الرابطة المحترفة الأولى، ويكفي أن نستعين بـ إحصاءَات هذا الموسم حتى نقف على ما قدّموه من مستويات فنيّة وبدنيّة استثنائيّة وجديرة بالانتباه، لكن أعين الإطار الفنّي للمنتخب لم تُكرمهم بالتواجد في التركيبة الموسّعة وكافأتهم بـ "التجاهل والتغييب"، رغم ثقة المحلّلين والمُتابعين من النقّاد في إمكاناتهم الواسعة فوق الميدان.

ومن الأسماء التي ذاعَ صيتها في بطولتنا وأصبحت لها مكانة خاصّة لدى عشّاق أنديتها، نذكر منها على سبيل التنويه، حارس الملعب التونسي وحامي عرينهِ علي الجمل، إذ برهنَ إبن «البقلاوة» على شراستهِ واستئسادهِ في مناعة مرماه أمام أخطر المُهاجمين وأنجعهم، كما حافظ على عذارة شباكهِ في مناسباتٍ عدّة، ليساهم الجمل في صناعة انتصارات فريقهِ وتعزيز موقعهِ في سلّم ترتيب الدوري...

مردود متميّز وعطاء غزير لم يشفع لهذا الحارس بالالتحاق بأحد تربّصات المنتخب، وتجاهُل محيّر من الماسكين بزمام المنتخب لأحد أفضل الحرّاس وأكثرهم تألُّقاً، يجعلنا نقف مُتسائلين عن المعايير المعتمدة في مسألة الخيارات الفنيّة التي ينتهجها المدرّب المنذر الكبيّر! وما يُضاعِف من حدّة الحيرة والتساؤل، التشبّث بخدمات الحارس معز حسن وتوجيه الدعوة لهُ مجدّداً، في قتٍ يُعاني فيه بطالة قسريّة بفعل الإصابات المتوالية، فرضت عليه الابتعاد عن الميادة لفترة مطوّلة وأجبرتهُ على المكوث في مقاعد البدلاء مع ناديه الحالي، هناك، في بطولة فرنسا المدجّجة بالنجوم والحاضنة لصفوة النخبة من الحرّاس واللّاعبين...

وقد كان من المنطقي والحريّ بالناخب الوطني صرف النظر عن "فرض" إسم معز حسن ضمن المجموعة إلى حين استعادة مستواه وتعويضهِ بـ علي الجمل، مثلاً، الذي يمرّ بفترة انتعاشة قُصوى، أو الاستعانة بجهود حارس الإتحاد المنستيري البشير بن سعيد، الذي مثّل هو الآخر رقماً صعباً ومفاجأةً سارّة، لقاء موهبةٍ فذّة ومهاراتٍ متفرّدة لا يرقى إليها شكّ.

إلياس الجلاصي ورشاد العرفاوي .. نجمان فوق العادة

قد تتنوّع الاختيارات من هذا الشخص إلى ذاك، والاختلاف عادي عندما يتعلّق الأمر بتحديد تشكيلة أو قائمة لاعبين في مجال الرياضة وميدان كرة القدم تحديداً، لكن إجماع جمهور المختصّين أنصفَ مجهودات اللّاعبيْن، إلياس الجلاصي ورشاد العرفاوي، فـ الأوّل تشهد خارطة الملاعب في تونس على إبداعاتهِ وقدراته التي لا تُضاهى، الكرة من قدمهِ رصاصة دقيقة التصويب ولمساتهُ ساحرة لا طالما ألهبت مشاعر المتفرّجين... "مايسترو" فريق عاصمة الرباط قاد المنستيري العام الماضي إلى التتويج بكأس تونس في لقاء تاريخي أمام الترجّي، وخاض معهُ غمار المنافسات القاريّة بعد غيابٍ مطوّل، وعلى الرغم من العروض التي وصلتهُ بإغراءَاتٍ لا تُرفض، قرّر الجلاصي مواصلة التجربة مع الإتحاديّين وتكرار إنجازات الموسم الفارط.

أمّا عن رشاد العرفاوي، فقد تحوّلَ إلى مَعشوق جماهير مستقبل سليمان، كيف لا وهو الذي مزّق شباك المنافسين بأهدافٍ "مَطروزة" غاية في الجمال، ويُحسب لهُ نجاح المستقبل وتموقعهِ في كوكبة الطليعة، بعيداً عن "غصرة" النزول للقسم الثاني ومتاعب الجولات الأخيرة... رشاد العرفاوي، فرض نفسهُ محرّكاً للفريق وقلباً لا ينبض دونهُ، لكن إلى حدود نهاية الموسم الجاري فقط، بعد أن سارعت إدارة شيخ الأندية التونسيّة إلى الإمضاء معهُ والاستفادة من خدماتهِ بموجب عقدٍ يمتدّ على 3 سنوات.

الجلاصي والعرفاوي، كتبا إسميهما بأحرف من ذهب، وحازا إعجاب المُتابعين... فـ متى يفتح المنتخب أبوابهُ لنجوم حقيقيّة كمثل هؤلاء، لا نجومٍ مُزيّفة من ورق!؟

ماهر العوني